في خطاب أخير له، انتقد رجل الدين الشيعي العراقي المؤثر مقتدى الصدر الأشخاص الذين يحملون اسم يزيد، وهو اسم الخليفة الذي قتل الإمام الحسين في عام 680 ميلادي، وهي شخصية مركزية في الشيعة. كانت خطبته تتسم بنبرة طائفية ربما لها علاقة بالانتخابات القادمة.
الصدر، الذي اعتزل السياسة رسمياً لكنه ما زال يحتفظ بقاعدة شعبية واسعة، ألقى خطاباً في 16 يوليو دعا فيه إلى "نبذ من يحتفلون" بعاشوراء والأشخاص الذين يحملون اسم يزيد، في هجوم واضح على المجتمع السني.
في الإسلام السني، يوم عاشوراء هو يوم يحتفل فيه بعبور موسى للبحر الأحمر. ولكن بالنسبة للشيعة، هو يوم حداد يحيي ذكرى مقتل الإمام الحسين، حفيد النبي محمد، في معركة كربلاء عام 680 ميلادي.
في اليوم التالي، كتب عراقي يدعى يزيد حسون من محافظة صلاح الدين رسالة على صفحته في فيسبوك يعبر فيها عن قلقه من أن خطب الصدر قد تُستغل لإشعال الفتنة الطائفية، مشيراً إلى أن بعض رفاق الإمام الحسين كانوا يحملون اسم يزيد.
رد مساعد الصدر، صالح العراقي، قائلاً: "جريمة ابن معاوية سبب كافٍ لتغيير هذا الاسم. لذلك سأدعوك عمر حسون."
في مقال نُشر على موقع "درج"، انتقدت صحفية عراقية الصدر وقالت إنه "زرع الرعب" بين العراقيين الذين يحملون اسم يزيد، مشيرة إلى أنها توقعت أن يعبر عن خجله أو ندمه بعد هذا الخطاب، لكنه لم يعتذر، بل نصح الشخص الذي خاطبه بتغيير اسمه، "كما لو أن الصدر له الحق في ذلك."
وأضافت الصحفية أن الصدر يحاول مرة أخرى جر العراق إلى مستنقع الحرب لخدمة مصالحه الشخصية، مستغلاً القضايا الحساسة ولعب على الوتر الطائفي، مستفيداً من العديد من الأتباع المخلصين الذين يستطيع تحويلهم في أي لحظة إلى أداة خطيرة وقابلة للاشتعال.
الصدر اعتزل السياسة منذ نحو عامين بعد فشله في تشكيل حكومة رغم فوز حركته في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في عام 2021، بسبب المعارضة من الأحزاب الشيعية الموالية لإيران، والتي كادت أن تشعل صراعا مسلحا.
لكن منذ ذلك الحين، لم يتوقف الصدر عن التعبير عن مواقفه القوية ضد إسرائيل والولايات المتحدة، وأيضاً عن اتخاذ مواقف اجتماعية مثيرة للجدل، مثل موقفه من مجتمع المثليين.
وتشير تقارير إلى أن حركته تستعد للعودة إلى الساحة السياسية في الانتخابات التشريعية المقبلة في عام 2025.