يعبر المزيد من المستثمرين في وادي السيليكون والمحللين في وول ستريت عن مخاوفهم بشأن ربحية الذكاء الاصطناعي. بعد عام شهد اهتمامًا واسعًا بالذكاء الاصطناعي، بدأ المحللون يشككون في قدرة الشركات التكنولوجية الكبرى على تحويل هذه التكنولوجيا إلى نشاط مربح. على سبيل المثال، لم تقنع النتائج المالية للربع الثاني من غوغل المستثمرين، حيث أظهرت هوامش ربح ضيقة وتكاليف متزايدة مرتبطة بتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
تزداد النفقات الرأسمالية للشركات مثل غوغل ومايكروسوفت وميتا بشكل كبير، دون عائد واضح على الاستثمار على المدى القصير. تخطط غوغل لإنفاق أكثر من 49 مليار دولار هذا العام، وهو ما يزيد بنسبة 84% عن متوسط الخمس سنوات الماضية. رغم هذه النفقات الضخمة، لا تزال الإيرادات الناتجة عن منتجات الذكاء الاصطناعي غير كافية لتعويض التكاليف العالية لتشغيلها. يقدر محللو باركليز أن المستثمرين سيضخون 60 مليار دولار سنويًا في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، لكنهم يتساءلون عما إذا كان السوق بحاجة فعلية لهذا العدد من المنتجات المشابهة لتشات جي بي تي.
يقارن بعض الخبراء الوضع الحالي بفقاعة الإنترنت في أواخر التسعينيات، حيث تدفقت رؤوس الأموال إلى القطاع التكنولوجي دون اهتمام كاف بأسس الشركات. يمكن أن تؤدي هذه المبالغة في التقدير إلى أزمة مشابهة إذا لم تتمكن الشركات من تحقيق إيرادات كبيرة من استثماراتها في الذكاء الاصطناعي.
يؤكد رؤساء الشركات التكنولوجية الكبرى، مثل سوندار بيتشاي من غوغل ومارك زوكربيرج من ميتا، أن خطر الاستثمار الناقص في الذكاء الاصطناعي أكبر بكثير من خطر الاستثمار الزائد. ويشيرون إلى أن الاستثمارات الحالية ضرورية للتحضير لمستقبل الذكاء الاصطناعي، حتى لو لم تظهر عوائد الاستثمار إلا على المدى الطويل. ومع ذلك، فإن هذه النظرة المستقبلية الطويلة الأمد تسبب بعض التوتر بين المستثمرين المعتادين على نمو المبيعات والأرباح بشكل أكثر انتظامًا وسرعة.