سويسرا تبحث إدخال سجل رقمي لمراقبة القساوسة الكاثوليك

تدرس الكنيسة الكاثوليكية السويسرية مبادرة جديدة لإطلاق سجل رقمي يسمح بتتبع ومراقبة القساوسة في البلاد. الفكرة تعتمد على بطاقة تعريف ذكية تحمل صورة ورمز QR رقمي، يمكن لأي رعية مسحه للتحقق الفوري من وضعية القس: هل يحق له ممارسة مهامه أم توجد عليه قيود أو شكاوى سابقة. يعكس النظام الفرنسي على الأراضي السويسرية ويوفر إمكانية تحديث البيانات في الزمن الفعلي، في حين أن النظام الحالي يسمح للقس بالتنقل بإثبات صالح لخمس سنوات حتى لو ظهرت مشاكل في الأثناء.

رحب بعض رجال الدين بالفكرة باعتبارها وسيلة ضرورية لحماية المؤمنين وضمان الشفافية، إلا أن النقاش لا يزال محتدماً داخل الأوساط الدينية، خاصة في المناطق السويسرية غير الناطقة بالفرنسية. كما يثير المشروع مخاوف لدى خبراء التقنية وممثلي الضحايا بشأن أمان المعلومات الشخصية واحتمالات التمييز وسوء الاستعمال؛ فمع تطور تقنيات القرصنة، يشكك البعض في قدرة رموز QR والبيانات الرقمية على البقاء آمنة.

وتؤكد الكنيسة أن هذه الخطوة ليست حلاً سحريًا، بل هي جزء من سلسلة إجراءات إصلاحية أوسع، تشمل دورات وقائية وتقييمات مهنية ومراجعة دورية للملفات بالتعاون مع السلطات. أما لجنة الاستماع للضحايا، فترى أن تأخير هذا النوع من الإجراءات أضرَّ بالثقة وأن الخطوات التقنية وحدها تبقى ناقصة إن لم تقترن بعقوبات واضحة واستبعاد فعلي لأي قس يثبت ضلوعه في تجاوزات.

تحاول الكنيسة السويسرية اليوم موازنة الشفافية وحماية المجتمع من جهة، واحترام الخصوصية والدقة التقنية من جهة أخرى، وسط دعوات لتعزيز حماية الضحايا بشكل فعال وشامل.