مجلس النواب اليهودي البريطاني يعقد اجتماعًا طارئًا لبحث أزمة غزة

قرر مجلس النواب اليهودي البريطاني عقد اجتماع طارئ يوم الثلاثاء المقبل، في ظل تصاعد معاناة سكان غزة الإنسانية وتزايد مناشدات المجتمع لدعم تقديم المساعدات اللازمة. وجاءت هذه الخطوة بعد أيام وصفت بأنها "من أصعب الفترات في ذاكرة المجتمع اليهودي"، حيث أشار رئيس المجلس، فيل روزنبرغ، إلى صور المعاناة واليأس في غزة، بالتوازي مع تصاعد حوادث العداء للسامية والمواقف المناهضة لإسرائيل في المملكة المتحدة.

واتهمت رسائل نواب داخل المجلس الحكومة الإسرائيلية بمواصلة سياسة تؤدي إلى مزيد من المعاناة، داعية إلى إنهاء هذه الحالة الصعبة بشكل عاجل. وأكدت الرسائل أن صمت المجتمع في مثل هذه الظروف من شأنه أن يضر بسمعته ويقوض قيم التضامن الإنساني التي يؤمن بها.

من جهتها، شددت ماري فان دير زايل، الرئيسة السابقة للمجلس، في رسالة نشرتها في صحيفة "جويش نيوز" على أن الجوع والمعاناة التي تشهدها غزة تتعارض كليًا مع القيم الأساسية للديانة اليهودية. ودعت إلى زيادة الضغط من أجل حلول إنسانية عاجلة تضمن إيصال المساعدات للمحتاجين، وعدم التزام الصمت أمام هذه الأزمة الإنسانية.

وفي سياق متصل، وقّع المئات من الحاخامات حول العالم على رسالة مفتوحة يتهمون فيها إسرائيل باستخدام الجوع كسلاح في الحرب، مؤكدين أن تقييد وصول المساعدات الغذائية والطبية يتعارض مع المبادئ اليهودية.

تجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية حذرت مؤخرًا من تفشي المجاعة بين سكان غزة، فيما نفت السلطات الإسرائيلية قيامها بسياسة تجويع، مشيرة إلى إنشاء نظام جديد لتوزيع المساعدات بالتعاون مع جهات دولية. وقال المتحدث باسم الإدارة الإسرائيلية لغزة إن مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات تنتظر نقلها من قبل المنظمات الدولية، مرجعًا محدودية التوزيع إلى نقص التعاون الدولي، ورافضًا مزاعم المجاعة.

تعكس هذه التطورات حالة الانقسام والجدل داخل المجتمع اليهودي البريطاني والعالمي حول كيفية التعامل مع أزمة غزة، حيث يتزايد التوجه نحو المطالبة بالمواقف الإنسانية وتقديم الدعم، إلى جانب الحاجة لموقف واضح يدين المعاناة ويدعو للحلول العاجلة لصالح المدنيين.