بدأ القس آرا توروسيان من لوس أنجلوس إضراباً عن الطعام أمام البيت الأبيض سعياً للفت الانتباه إلى معاناة مئات المسيحيين من إيران المحتجزين في مراكز الهجرة الأمريكية. توروسيان، الذي يرعى كنيسة متعددة الأعراق في غرب لوس أنجلوس ويقيم الصلوات بعدة لغات منها الفارسية، قرر أن يصبح صوتاً للمحتجزين بعد أن تم اعتقال خمسة من أتباعه خلال حملة أمنية عقب الأحداث الأخيرة بين إيران وإسرائيل.
المحتجزون فروا من إيران إلى الولايات المتحدة هرباً من الاضطهاد الديني، وتقدموا بطلبات لجوء بحسب الإجراءات الأمريكية. رغم ذلك، تم توقيف بعضهم حتى أثناء مراجعة المحكمة المختصة بشؤون الهجرة، في تجاوز لإجراءات الحماية المخصصة لطالبي اللجوء. عائلاتهم في إيران، بحسب توروسيان، تواجه تهديدات ومضايقات أمنية منذ تداول فيديوهات الاعتقال على منصات التواصل.
تواجه الأقلية المسيحية في إيران، التي تشكل ما دون 1% من السكان، السياسات القمعية ومخاطر السجن أو عقوبات أشد في حال ممارستهم شعائرهم أو اعتناقهم للمسيحية بشكل علني، خاصة بين الفرس. تقارير عدة أدانت استمرار حظر الصلوات بالفارسية وتضييق الخناق على الكنائس المستقلة.
خطوة القس توروسيان تعتبر تصعيداً رمزياً للضغط على صناع القرار الأمريكيين، خصوصاً أن الإدارة الحالية بلّغت استعدادها قانونياً لإبعاد المهاجرين حتى نحو دول ليست أوطانهم الأصلية، عبر قرارات قضائية حديثة. هناك مخاوف جدية من تعرض المرحّلين إلى أخطار حقيقية في ظل استمرار القمع الديني بإيران.
الحدث لقي تفاعلاً لدى بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي الذين دعوا الحكومة إلى رفض التمييز الديني ضد الأقليات المضطهدة حول العالم. في المقابل، أشار توروسيان إلى أنه واجه برودة أو حتى عداء من بعض الأطراف الدينية المحلية، مما يعكس انقساماً في المقاربة الأمريكية تجاه قضايا الهجرة واللجوء القائمة على الاعتبارات الدينية.
يبقى مصير هؤلاء المحتجزين معلقاً في انتظار قرارات السلطات. وبينما تتزايد حملات التأييد المجتمعي عبر المنظمات الإنسانية، يواصل توروسيان إضرابه كوسيلة لإيصال رسالة العدالة الدينية والإنسانية وسط مناخ سياسي متغير.
Source : https://soubha.articlophile.com/arabic/i/90110488/...