رغم شهرة تييري آرديسون كمقدم تلفزيوني أثار الجدل والصخب في المشهد الإعلامي الفرنسي، يكشف الوثائقي الجديد من إعداد أودري كريسبو-مارا عن جانب خفي في شخصية الرجل الأسود: علاقته الخاصة بالدين. منذ طفولته، حُمل آرديسون إلى مدرسة سان ميشيل الدينية في أنِسي، وهذا المسار ترك بصمة روحية عميقة في قلبه. لم يكن الالتزام الديني لدى آرديسون مجرد صدفة عارضة، بل ظل راسخًا في حياته حتى في أحلك لحظاته، حيث ساعده الإيمان على تجاوز محن الإدمان والمرض.
في تصريح مؤثر داخل الوثائقي، يعترف آرديسون بأنه لا يعتبر نفسه مسيحيًا مثاليًا، غير أنه يحتفظ بصليب فوق باب منزله وآخر قرب سريره، وغالبًا ما يزور الكنائس في لحظات التأمل. يصف نفسه بأنه يعيش كاثوليكية خاصة به، تدفعه إلى التصرف بلطف وتمنحه سندًا داخليًا للتغلب على تحديات الحياة. ولعل هذه الثنائية — رجل تلفزيون صادم يحمل صورة البابا على مكتبه — لم تكن سوى انعكاس لصراعه الداخلي بين الجانب الصاخب من شخصيته وعمقه الروحاني.
الدين في حياة آرديسون ليس مجرد طقس اجتماعي؛ إنه الحصن الذي احتمى به لمواجهة إدمان الهيروين ولإعادة بناء ذاته. شهاداته وطقوسه الدينية خفية لكن مؤثرة؛ فهي التي دفعت صديقه لوران بافي إلى ملاحظة ذلك التناقض الساحر بين «الوجه المثير للجدل» و«روح المؤمن». في النهاية، يظهر أن الإيمان لم يكن فقط مصدر قوة لآرديسون في أزماته، بل أضفى أيضًا أبعادًا إنسانية وروحانية على شخصية لم يكشف الإعلام عنها سوى القليل.
Source : https://soubha.articlophile.com/arabic/i/90102567/...