لا تقتصر معارك السياسيين في أفريقيا على الصناديق وخطابات الحملات، بل تمتد إلى ساحات خفية من الصراعات الروحية والمعتقدات بالسحر والشعوذة. في أوغندا مثلاً، تبرز القصص عن مرشحين يرفضون مجرد المصافحة خوفًا من انتقال "قوة غامضة"، بينما يلجأ آخرون إلى المعالجين التقليديين طلبًا للنصر وطرد النحس. أصبحت الطقوس، من الذبح إلى التعويذات، جزءًا من مشهد الانتخابات، محاطة بالخوف والريبة من القوى الخارقة.
هذا التشابك الروحي لا يقف عند حدود أوغندا؛ فحتى في كينيا وزامبيا والسودان الجنوبي، تُتهم شخصيات بارزة بالاعتماد على السحر لجلب الحظ أو دفع منافسيهم للفشل. ويضل السياسيون في بعض الحالات بين الولاء للكنيسة والموروث الشعبي—يحيون الطقوس التقليدية سرًا رغم إعلانهم الإيمان المسيحي علنًا، ما يثير حيرة قادة الكنائس وتحديات في مجتمع يشهد تداخلاً معقدًا بين الدين والسحر.
في كل مدينة أوغندية تقريبًا، تنتشر إعلانات تعِد بالسحر المضمون والفوز في الانتخابات أو حتى إعادة الأحبة الغائبين. المشعوذون أدركوا أهمية مواقعهم وصاروا يفرضون نسبة من أموال الحملات الانتخابية، معتبرين أن السحر أكثر موثوقية من تقلبات الجمهور.
ورغم تمسُك بعض المرشحين الجدد برفض الذبح أو الشعوذة، يبقى الخوف من خصوم محتملين يلجؤون للسحر هاجسًا حتى بين الأكثر حداثة. تعكس هذه الظاهرة صراعًا اجتماعيًا عميقًا، حيث تتخذ السياسة في أفريقيا طابعًا روحيًا متجذرًا، وتظل المعتقدات الخفية محركًا لا يُستهان به في تشكيل النتائج وصورة القادة أمام الجماهير.
Source : https://soubha.articlophile.com/arabic/i/90102882/...