تتغلغل أدوات الذكاء الاصطناعي اليوم في تفاصيل يومياتنا، ولا تكتفي فقط بما يظهر على السطح. لم يعد الأمر يقتصر على اقتراحات بحث أو تصحيحات لغوية، بل باتت هذه الأنظمة تطلب من المستخدمين الوصول إلى صناديق بريدهم الإلكتروني، جداول أعمالهم، قائمة اتصالاتهم وأحيانًا حتى أدق أسرار شركاتهم.
تطبيقات مثل متصفح Perplexity الذكي، على سبيل المثال، تطلب أحيانًا صلاحيات واسعة تشمل البريد الإلكتروني، التقويم وحتى الاتصال بجهات العمل. في المقابل، تعرض أدوات ذكاء اصطناعي أخرى خدماتها المتقدمة، كإدارة الوقت أو التوصية بالمشتريات، لكن بثمن ليس هينًا: كلمات المرور، تفاصيل بطاقات الائتمان، أو الأجندة اليومية الكاملة.
كما وصفت ميريديث ويتيكر، رئيسة Signal، الأمر بأنه أشبه بوضع عقلك في جرة على الرف، حيث يصبح كل شيء متاحًا للفحص والاستخدام. في عالم بلا حدود واضحة أو محاسبة، تتسابق هذه الأدوات على استغلال أكبر قدر ممكن من حياتك الشخصية بدعوى «الراحة» و«تحسين التجربة».
خلف واجهات أنيقة ووعود مغرية، تبقى سياسات جمع البيانات كما عرفناها — مع اختلاف أن المخاطر صارت أكبر من أي وقت مضى. السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل أصبحت بياناتنا ثمناً طبيعياً للذكاء الاصطناعي، أم أن الوقت قد حان لإعادة النظر في حدود مشاركة معلوماتنا؟
Source : https://tarik.articlophile.com/blocnet/i/90148918/...