كشف موقع "ساھل إنتليجنس" الفرنسي أنّ سكان مخيمات تيندوف في الجزائر يعيشون وضعًا أشبه بالاحتجاز الجماعي، حيث يُستغل الآلاف كأوراق ضغط سياسية في “سجن مفتوح”، وسط تهميش ومعاناة مزمنة. ففي الوقت الذي ينعم فيه قادة "البوليساريو" بحياة رغيدة في أحياء راقية في الجزائر ونواكشوط وعواصم أوروبية، ويستفيدون من تحويلات المساعدات الإنسانية الدولية وأموال الخزينة الجزائرية، يُترَك آلاف المدنيين في المخيمات تحت رحمة الفقر والمعاناة.
حق الحركة محروم، والمراقبة مفروضة من طرف ميليشيات مسلحة، والوصول إلى الماء والعلاج والتعليم شبه معدوم. يشير التقرير إلى أنّ هذه السياسة، إضافة لكونها تنتهك الحقوق الأساسية، تُوظَّف أيضًا في رعاية تحالفات مع جماعات جهادية بمنطقة الساحل مثل "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" و"القاعدة في المغرب الإسلامي"، بدوافع مالية ولوجستية وعقائدية.
التقرير يكشف وجود روابط مع شبكات متطرفة في الشرق الأوسط وميليشيات شيعية إيرانية، حيث تدور هذه التداخلات غالبًا ضد مصالح دول المنطقة ودولة إسرائيل. كما ترصد منظمات متخصصة في محاربة الجريمة والإرهاب أنّ طرق تهريب الكوكايين القادمة من أمريكا اللاتينية نحو أوروبا تمر عبر مناطق نفوذ البوليساريو، ما يجعل المخيمات بؤرة غير خاضعة للقانون يستفيد منها المهربون والإرهابيون.
ويذكر الموقع أن المخيمات شهدت مؤخرًا هجومًا مسلحًا جديدًا على مواقع عسكرية مغربية في الصحراء، في تصعيد عسكري يتزامن مع تزايد التصنيفات الدولية للبوليساريو كميليشيا إرهابية. هذا التصعيد، وفق التقرير، يؤكد أن المنطقة أصبحت رهينة العنف المسلح والتدخلات الأجنبية، في غياب أي أفق سلمي حقيقي.
Source : https://aljanoubiya.articlophile.com/articles/i/90...