مؤسسة بريطانية جديدة لمراقبة جرائم الكراهية ضد المسلمين

أنشأت الحكومة البريطانية كيانًا جديدًا يدعى "الصندوق البريطاني للمسلمين" بهدف مراقبة جرائم الكراهية ضد المسلمين في المملكة المتحدة، والتواصل مع المجتمعات المتضررة، ونشر تقارير عامة قائمة على بيانات وتحليلات دقيقة. ويرأس هذه المؤسسة فاعل العمل الخيري شبير رانديري، بينما تتولى أقيلا أحمد، المؤسسة المشاركة للشبكة البريطانية للمسلمين، منصب المديرة التنفيذية.

تأتي هذه الخطوة في سياق ارتفاع غير مسبوق لجرائم الكراهية التي تستهدف المسلمين خلال العام الماضي، ما دفع الحكومة إلى الاستعانة بجهود منظمات متخصصة مثل الصندوق ومنظمات أخرى كانت تشتغل بالفعل في مكافحة الإسلاموفوبيا. وقد لقيت المبادرة الجديدة دعوة من بعض الفاعلين للتكامل بدل التكرار، حيث طالب مجيد إقبال، المدير التنفيذي لوحدة التصدي للإسلاموفوبيا، بالتعاون البنّاء بين جميع الأطراف المعنية لمواجهة الظاهرة بواقعية وفعالية.

على الرغم من الترحيب الحذر بهذه المبادرة، عبر المجلس الإسلامي البريطاني عن استمرار حالة الشك في أوساط المسلمين تجاه الجهات الحكومية المكلفة بهذا الملف، نتيجة تراكم سنوات طويلة من انعدام الثقة وسياسات اعتُبرت غير منصفة بحق المسلمين. مع ذلك، يبدي المجلس تفاؤله مشروطًا بضرورة ترسيخ الشفافية ودمج الأصوات المسلمة المحلية في أي جهد لمكافحة الكراهية.

تشكيل هذه المؤسسة الجديدة يُعد إشارة واضحة على أن السلطات البريطانية بدأت تدرك حجم المشكلة وتبحث عن حلول مؤسسية قائمة على البيانات والشراكات المجتمعية. نجاح التجربة سيعتمد أساسًا على مدى قدرتها على التغلب على إرث عدم الثقة وتوحيد الجهود الرسمية والمجتمعية لرسم سياسات قائمة على الإنصاف والمشاركة الفعالة.