عرف الإعلام الدولي هذا الأسبوع نقطة تحوّل جديدة مع إعلان مجلة Challenges الفرنسية عن اعتماد حل مبتكر للذكاء الاصطناعي يمكّن من اختيار وترجمة مقالات من صحيفة نيويورك تايمز يومياً بشكل تلقائي ومتقن. هذه الأداة، التي طورها أورليان فييرس، المدير السابق لتحرير "لا تريبيون"، تضع معايير جديدة في مجال صناعة النشر الرقمي، حيث توفّر سرعة في الترجمة ودقة في انتقاء المحتوى مع تكامل عالٍ على منصة التوزيع.
تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي هنا لا تقوم فقط بعملية النقل اللغوي، بل تتجاوزها إلى فهم السياق، وتكييف الرسائل التحريرية بما يناسب الجمهور الفرنسي، ما يقلص الفجوة الزمنية ويثري التجربة الإعلامية للقرّاء. ولم تعد المسألة مقتصرة على تسريع وتيرة النشر أو خفض التكاليف، بل أصبحت تمثل تحوّلاً نوعياً في العلاقة بين العامل البشري والآلة داخل غرفة الأخبار.
تتضح الرهانات الجديدة في تقاطع الاقتصاد الإعلامي مع الذكاء الاصطناعي؛ فمع توسع منصات المحتوى وتزايد شراكات التوزيع العابرة للحدود، تتجه المؤسسات صوب نماذج تشاركية مستحدثة. لكن هذه الثورة تثير أسئلة مشروعة حول موقع الصحافي المحترف ودوره في سلسلة القيمة: إلى أي مدى يمكن للآلة أن تحل محل الحس التحريري البشري؟ وهل يصبح الصحافي قيّماً على جودة الترجمة والتحقق منها فقط، أم يحتفظ بدور مركزي في بناء الخطاب؟
المبادرة الفرنسية-الأمريكية الأخيرة تتجاوز المثال المحلي لتلهم إعلاميين حول العالم. فالمنصات الرقمية، بدعم من الذكاء الاصطناعي، باتت قادرة على تقريب الثقافات ونقل الأخبار والأفكار بسرعة غير مسبوقة في عصر التحوّل الإعلامي الدائم. ومع هذا التقدم، تبقى المسؤولية التحريرية والتدقيق الصحفي أساس الحفاظ على المصداقية والاستقلالية مهما تطورت التقنيات.
Source : https://www.alkhabar.ma/news/i/90128185/althkaaa-a...