Menu
Articlophile | Agrégateur
Articlophile | Agrégateur de Blogs & Newslettre
Votre passion pour les articles, notre expertise en curation.

Publé le Dimanche 27 Juillet 2025 à 14:43

انفجار المجتمعات الدينية المصغّرة على إنستغرام وتليغرام في المغرب الكبير





في السنوات الأخيرة، يشهد فضاء الإنترنت في بلدان المغرب الكبير صعوداً لافتاً لمجتمعات دينية مصغّرة نشطة على منصات مثل إنستغرام وتليغرام. هذه المجتمعات تتجاوز الأطر التقليدية للخطاب الديني ومبتكرة طرقاً جديدة للتواصل والتأثير الديني تتسم بالمرونة والمباشرة. يتجاوز الحراك الجديد المؤسسات الدينية الرسمية التي ظلت لسنوات طويلة الصوت الرئيسي في الشأن الديني. ويتيح ظهور أصوات شابة تتفاعل وتناقش وتنتقد، كما تُعيد تعريف العلاقة بين الدين والمجتمع في سياق متغيّر.



تعتمد هذه المجتمعات الرقمية على أدوات تكنولوجية متنوعة، أبرزها الفيديوهات القصيرة على إنستغراموتيكتوك والبودكاست الصوتي على واتساب أو تليغرام. هكذا أصبح الإنستغرام وتليغرام، إلى جانب تيكتوكمستهدف بدرجة أولى الشباب الحضري والدياسبوراا المغاربية المتعلمة. لم تعد الشروحات الفقهية أو النصائح الروحية حكرًا على الخطب الرسمية أو القنوات التلفزيونية، بل أصبحت تجربة حية. غالباً ما تنقلها نساء أو شباب يتجنبون النبرة الوعظية أو اللغة الفصحى المغرقة، مفضلين لهجات محلية ومقاطع حياة واقعية وأسلوباً تفاعلياً في الرد على الأسئلة.

هذه المقاربات الرقمية الجديدة أحدثت تغييراً ملحوظاً في مضمون الخطاب الديني:

- صار الخطاب أقل رسمية وأكثر حميمية، مع اهتمام أكبر بقضايا الفرد، كالهوية، الصحة النفسية، التوازن بين الحياة الدينية والعصرية.

- يتم استحضار قضايا مطروحة للنقاش المجتمعي، وأحياناً يتم توجيه نقد صريح لمؤسسات دينية رسمية أو خطابها التقليدي، مع المطالبة بفتح الأبواب أمام تأويلات أوسع وأكثر نقداً للنصوص والنموذج الديني السائد.

- هناك رغبة جلية في تسييل المعرفة الدينية ودمقرطة الوصول إليها. حيث يتيح البث المباشر والدردشات التفاعلية للمشاركين طرح أسئلتهم بحرية دون خوف من موقف المنبر التقليدي.

من أبرز الظواهر التي يلحظها المتابع لحسابات هؤلاء "المؤثرين الدينيين" وتجمعاتهم المغلقة:

- شكلت البودكاستات والمواضيع القصيرة (الريلز والستوريز) وسيلة مثالية للتأثير السريع. إذ إنها تتلاءم مع سرعة الاستهلاك ونمط الحياة المعاصر، خاصة لدى المغتربين وذوي الخلفيات الجامعية.

- غالباً ما يتم تناول مواضيع كانت إلى عهد قريب "محظورة" أو يصعب مناقشتها علناً، مثل قضايا النوع الاجتماعي، الإلحاد، الشكوك الإيمانية وغيرها، في جو أقرب للحوار الجماعي منه للموعظة.

- يبرز تفاعل مباشر مع المتابعين عبر التعليقات والأسئلة الشخصية، ما يعزز الإحساس بالانتماء لمجتمع افتراضي متماسك ومتحرر من القيود.

الجدير بالذكر أن هذا الحراك الرقمي لم يخلُ من انتقادات. بعض العلماء والمراقبين تخوفهم من "سطحية" بعض المبادرات أو من انفلات الخطاب عن الضوابط الشرعية أو الأكاديمية. لكن الواضح اليوم أن الدين الافتراضي بات أحد التعابير المركزية لهوية الشباب المغاربي في عصر الثورة الرقمية، ويواصل إعادة تشكيل معالم النقاش الديني والاجتماعي في مجتمعاتنا.

هكذا أصبح الإنستغرام وتليغرام، إلى جانب تيكتوك وواتساب، مختبرات حية لإعادة صياغة الدين في المغرب الكبير، خارج القاعات الجامدة وخطب الجمعة الرسمية، في تفاعل مستمر مع قضايا العصر وأسئلة الفرد اليومية.




Source : https://soubha.articlophile.com/arabic/i/90127746/...


Tags : articlophile