هل يستطيع الذكاء الاصطناعي إنقاذنا من زلازل كارثية؟

مع ازدياد خطر الزلازل على الساحل الغربي الأمريكي، والتوقعات التي تشير إلى احتمال حدوث زلزال ضخم بنسبة تصل إلى 70% خلال القرن القادم، أصبحت آلاف الأرواح ومليارات الدولارات على المحك. تصور أن منطقة مثل سان فرانسيسكو، التي دمر نصفها زلزال 1906، تقف اليوم أمام تحديات أكبر بسبب تضاعف عدد السكان وضعف البنية التحتية في مواجهة زلازل هائلة.

على عكس الأعاصير أو الفيضانات التي نستطيع التنبؤ بها إلى حد ما، تظل الزلازل لغزاً مباغتاً، ما يقيد الاستثمار والتمويل في أبحاث التنبؤ بها إلى الحد الأدنى. إلا أن التطورات الأخيرة في نماذج الذكاء الاصطناعي القاعدية—التي أثبتت إمكانياتها في تحليل الأنظمة الفوضوية—فتحت أفقاً جديداً لأمل طالما بدا بعيد المنال: إنذار مبكر حقيقي يمكن أن ينقذ آلاف الأرواح.

نجاح هذه النماذج يتوقف على ثلاثة عوامل رئيسية: توافر بيانات استشعار دقيقة ومنتشرة (مثل الأقمار الصناعية وكابلات الألياف البصرية المهملة)، توحيد البيانات من مختبرات ومنصات متفرقة، وتوفير موارد مالية وبشرية كبيرة للعمل على تطوير النموذج ودمجه في أنظمة الإنذار الحالية. الحل الأنسب، بحسب كاتب المقال، هو تأسيس مختبر مركزي ممول بميزانية تتراوح بين 25 و50 مليون دولار لجمع البيانات، تمويل الأبحاث، بناء النماذج، ومشاركة النتائج مع جميع الجهات ذات العلاقة.

ورغم أنه لا يمكن إيقاف الزلازل، إلا أن اللحظة التاريخية الحالية قد تكون الفرصة الفاصلة لتحقيق تقدم حقيقي في مجال الاستشعار المبكر باستخدام الذكاء الاصطناعي. السباق نحو "الكأس المقدسة" لإنقاذ الأرواح لم يعد فكرة خيالية—بل إمكانية واقعية إذا استطعنا تنسيق الجهد البشري والتقني والاستفادة من الذكاء الاصطناعي بطريقة صحيحة. الوقت يداهمنا، والفرصة لا يجب أن تُهدر.