في خضم التصاعد المستمر للصراع في غزة وتزايد حدة الاستقطاب بين مؤيدي ومعارضي إسرائيل، تدعو الكاتبة راشيل ميكفا في مقال رأي منشور على موقع Religion News Service إلى ضرورة البحث عن أرضية مشتركة بين اليهود ومنتقدي السياسات الإسرائيلية تجاه غزة، معتبرة أن تجاهل إنسانية "الآخر" يهدد إنسانيتنا جميعاً
تشير ميكفا، وهي حاخام يهودية تعرّف نفسها كسينويستية وناشطة، إلى أن الانقسام الحالي يُغذّى بالخوف والغضب، حيث يتبنى المتشددون من كلا المعسكرين فكرة أن حقوق أحد الطرفين لا تُحتسب إلا بإلغاء الطرف الآخر، مطالبة بتجاوز هذا الجمود والرهان على الحوار.
تستعرض الكاتبة المخاوف التي تنتاب اليهود اليوم، من تصاعد معاداة السامية عالمياً، إلى الخشية من أن يتحول انتقاد الهجوم على غزة إلى ذريعة للكراهية أو اتهامهم بالتواطؤ في جرائم حرب أو بنفي خصوصية مأساة الهولوكوست. في المقابل، يخشى الناشطون المؤيدون لفلسطين الملاحقة والرقابة، وفقدان أحبائهم، بل وحتى الطرد من الجامعات أو البلاد، أو انتهاك قناعاتهم أخلاقياً إن لم يختاروا جانباً في الصراع.
توضح ميكفا أن كسر الجمود يبدأ بالاعتراف بمشروعية مخاوف الجميع والتخلي عن "الطهارة الأيديولوجية" لصالح مبادرات واقعية. تشير إلى حالات بارزة انتقد فيها قادة يهود حول العالم، من بينهم عسكريون بارزون وحاخامات، السياسات الإسرائيلية الراهنة التي باتت، بحسبهم، تتجه نحو الانتقام وتؤجج الكراهية بدل إرساء الأمن أو استعادة الرهائن.
وبينما يدور الجدل حول مصطلحات مثل "إبادة جماعية" أو حول شعارات مثل "من النهر إلى البحر"، تشدد الكاتبة على أن الهدف يجب أن يكون التوصل إلى العدل وضمان الحقوق للجميع، بعيداً عن استدامة الاحتلال أو فرض واقع دائم من انعدام المساواة. ترى أن القانون الدولي وأصوات الضمير تجمع على ضرورة إنهاء المأساة الإنسانية، وتدعو إلى التحرك المشترك من أجل وقف الحرب، دعم المبادرات الإنسانية، ومساءلة جميع الأطراف عن التزاماتها القانونية والأخلاقية.
Source : https://soubha.articlophile.com/arabic/i/90200534/...