في أفغانستان، وبعد مرور ثلاث سنوات على قرار طالبان بمنع الفتيات من متابعة دراستهن بعد الصف السادس، يجدن أنفسهن محرومات من التعليم العام في الدولة الوحيدة في العالم التي تطبق هذا الإجراء. نتيجة لهذا الفراغ، تتجه العديد من الفتيات والنساء إلى المدارس الدينية "المعاهد" لتعلم القرآن والعلوم الإسلامية فقط، بحسب تقرير نشره موقع Religion News Service في 28 يوليو 2025
تحكي إحدى القصص عن نهيدة، البالغة من العمر 13 عامًا، والتي تضطر للعمل ست ساعات يوميًا في مقبرة لتوفير المال لعائلتها، وتحلم بأن تصبح طبيبة – حلم أصبح مستحيلاً بعد أن صارت madrassa الملاذ الوحيد لها. تقول نهيدة: "لو كان بإمكاني الذهاب إلى المدرسة لكنت تعلمت وأصبحت طبيبة. لكن ذلك لم يعد ممكنًا".
في أحد مراكز التعليم الديني بمدينة كابول، يشير مدير المركز إلى أن 90% من المسجلين هم من النساء والفتيات، من أعمار مختلفة، يتخصصن في تعلم القرآن، الفقه، سيرة النبي محمد واللغة العربية. وإثر إغلاق المدارس الرسمية، تصاعد الإقبال بشكل لافت على هذه المؤسسات حيث بقيت مفتوحة أمام الفتيات في ظل القيود الحكومية.
وتبرز أرقام المسؤولين الأفغان وجود أكثر من ثلاثة ملايين فتاة وامرأة مقيدة في معاهد دينية، مع نمو كبير في الإقبال خلال العام الماضي. غير أن المواد التعليمية تظل محصورة غالبًا بالتعاليم الدينية ولا تشمل العلوم الحديثة، رغم إقرار بعض القائمين على المعاهد بأهمية دمج العلوم الحديثة مع الدينية، حيث يرى أحد المدرسين أن الإسلام يشجع على التعلم في شتى المجالات وأن المجتمع بحاجة للعلوم الحديثة إلى جانب علوم الدين.
من جهة أخرى، تثير سياسة الإغلاق انتقادات حتى داخل القيادات الطالبانية، إذ اعتبر نائب وزير الخارجية السابق، شير عباس ستانيكزاي، أن لا مبرر دينيًا أو منطقيًا لحرمان الفتيات من التعليم، في حين تحذر المنظمات الدولية مثل اليونيسيف من العواقب الكارثية لاستمرار الحظر على مستقبل ملايين الفتيات والمجتمع الأفغاني عامة، اقتصادًا وصحةً وحياةً.
Source : https://soubha.articlophile.com/arabic/i/90200419/...