تعرف قرية فيش الصغيرة بمنطقة فاليه تحوّلاً لافتاً في التقاليد الدينية القديمة استجابةً لتغيرات المناخ وتراجع الأنهار الجليدية. لقرون كانت التقاليد تتمثل في إقامة موكب ديني سنوي طلباً لحماية القرية من تقدم الجليد نحو البيوت والمراعي، لكن في العقود الأخيرة تحوّل الخوف إلى قلق من اختفاء الجليد، فأصبحت الصلاة والتضرعات الآن لحماية الأنهار الجليدية وليس للوقاية منها.
يعود أصل هذا الطقس إلى عام 1678 حين حصلت القرية على إذن من بابا الكنيسة بتنظيم الموكب في يوم القديس إغناطيوس، حيث كان الهدف أولا طلب النجاة من فيضان الأنهار الجليدية. أمّا اليوم، ومع تسارع ذوبان الجليد بفعل التغير المناخي، باتت الحاجة ملحة للحفاظ على هذه الموارد الطبيعية، خاصةً أن المياه الناتجة عنها تمثّل شريان الحياة للسكان، وللسياحة، والإنتاج الطاقي، والحياة الجبلية.
يتناقص عدد المشاركين في الموكب، لكنه لا يزال يمثل رمزاً لتضامن المجتمع وإحساسه بالواجب الروحي تجاه الطبيعة. وقد استطاع أحد أبناء عائلة فولكن – من المرشدين الجبليين البارزين في المنطقة – الحصول على موافقة بابا الفاتيكان عام 2009 لتغيير هدف الموكب ليتماشى مع التحولات البيئية، فغدا يرمز لارتباط الإنسان الديني بحماية الكوكب.
هذه الظاهرة في فيش تعكس كيف تتكيّف الطقوس الدينية في جبال الألب لتعطي معنى جديداً لعلاقة الإنسان بالطبيعة في زمن الأزمات البيئية، وتظل رمزاً وضرورة للحفاظ على موارد المياه والحياة في المنطقة الجبلية.
Source : https://soubha.articlophile.com/arabic/i/90033631/...